الصلاة كانت حاضرة في ذهنه
30-7-2003 | إسلام ويب
السؤال:
السؤال: كيف الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: وقوله صلى الله عليه وسلم: < ...من هو ربك ومن هو نبيك وما هو دينك؛ فيقول: انتظروني فأصلي المغرب (بعدما يرى الشمس قد لاحت للغروب) وهذا في حديث سؤال القبر > أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فأفيدونا جزاكم الله عنا كل خير.
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحديث الأول الذي ذكرت هو في صحيح مسلم بلفظ: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
قال الإمام النووي شارحًا لهذا الحديث: معنى هذا الحديث: أن عمل الميت ينقطع بموته وينقطع تجدد الثواب له، إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونها كان سببها، فإن الولد من كسبه وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية وهي الوقف، وفيه فضيلة الزواج لرجاء ولد صالح، وفيه دليل لصحة أصل الوقف وعظيم ثوابه، وبيان فضيلة العلم والحث على الاسكثار منه، والترغيب في توريثه بالتعليم، والتصنيف والإيضاح، وأنه ينبغي أن يختار من العلوم الأنفع فالأنفع، وفيه أن الدعاء يصل ثوابه إلى الميت وكذلك الصدقة، وهما مجمع عليهما، وكذلك قضاء الدين. اهـ
أما الحديث الثاني، فقد جاء بسنن ابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل الميت القبر مثلت الشمس عند غروبها فيجلس يمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي. قال الشيخ الألباني : حسن.
وهذا الحديث ليس فيه ما يدل على تجدد عمل صالح للميت في قبره، وغاية ما فيه أن المؤمن في الدنيا كان محافظًا على الصلاة في أوقاتها، مواظبًا على ذلك، فلما جلس في قبره وعاين الشمس قد دنت للغروب، تذكر الصلاة فطلب أداءها قبل خروج الوقت، لأن الصلاة كانت حاضرة في ذهنه نظرًا لاهتمامه بها.
بالإضافة إلى أنه لم يثبت أنه أدى الصلاة، وبالتالي لم تصدر منه طاعة بعد موته.
والله أعلم.