الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يعلم أولا أن رضا الوالدين من أعظم القربات، ففي رضاهما رضا رب العالمين تبارك وتعالى، روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد.
فمهما أمكن الولد أن يكسب رضا والديه فليفعل، سواء كان ذلك في الزواج أو غيره من أمور الخير، ولا يغيب عن أذهاننا أن الغالب في الوالدين الحرص على ما فيه مصلحة ولدهما، وطاعة الوالدين مقدمة على زواج ولدهما من امرأة معينة، فالأصل أنه يجب عليه طاعتهما وترك الزواج من الفتاة التي لا يرغبان في زواجه منها، وهذا ما لم يعارض ذلك مصلحة راجحة، كما سبق وأن أوضحناه في الفتوى رقم: 93194.
وعلى تقدير عصيان الولد ومخالفته والديه في الحالة التي يجب عليه طاعتهما فيها، فإنه بذلك يكون قد وقع في نوع من العقوق، وهو ذنب عظيم يخشى عليه آثاره وأن لا يبارك له في هذا الزواج، فالمعاصي قد يترتب عليها شيء من سوء العواقب، كما دلت على ذلك النصوص الشرعية، قال الله سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
والله أعلم.