الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة والاستقامة، ثم إن خوفك من أن تنتكسي وتعودي لما كنت عليه، أمر صحي، حسن، بشرط ألا يكون خوفا مرضيا يحول بينك وبين فعل الطاعات، بل عليك أن توظفي هذا الخوف في مزيد من التقرب إلى الله تعالى، والسعي في نيل مرضاته، والثبات على ما أنت عليه؛ رجاء أن يختم لك بخير، وعليك أن تحسني ظنك بربك تعالى، وتستحضري رحمته الواسعة، وتعلمي أنه أرحم بك من أمك، وأن رحمته وسعت كل شيء.
والذي يعينك على الثبات على الطاعة أمور:
منها: أن تكثري من الدعاء والذكر، وتسألي الله مقلب القلوب، أن يثبت قلبك على دينه.
ومنها: أن تصحبي أهل الخير من الصالحات، اللاتي تذكرك صحبتهن بالله تعالى.
ومنها: أن تدمني الفكرة في يوم القيامة، وما فيه من الأهوال العظام، والخطوب الجسام.
ومنها: أن تتفكري في أسماء الرب تعالى وصفاته؛ فإن هذا من أعظم أبواب زيادة محبته سبحانه، والحث على التقرب منه.
نسأل الله أن يعيننا، وإياك على ما فيه رضاه.
والله أعلم.