الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن قتل سفراء الدول الكافرة ـ ولو كانت محاربة ـ في بلاد المسلمين محرم شرعًا، كما بيناه في الفتاوى التالية أرقامها: 187875، 187263، 187813.
والفعل المحرم لا يجوز الفرح به من جهة كونه محرمًا، قال العز بن عبد السلام: لو قتل عدو الإنسان ظلمًا وتعديًا فسره قتله وفرح به، هل يكون ذلك سرورًا بمعصية الله أم لا؟
قلت: إن فرح بكونه عصي الله فيه، فبئس الفرح فرحه، وإن فرح بكونه تخلص من شره، وخلص الناس من ظلمه وغشمه، ولم يفرح بمعصية الله بقتله، فلا بأس بذلك؛ لاختلاف سببي الفرح.
فإن قال: لا أدري بأي الأمرين كان فرحي؟
قلنا: لا إثم عليك؛ لأن الظاهر من حال الإنسان أنه يفرح بمصاب عدوه لأجل الاستراحة منه، والشماتة به، لا لأجل المعصية؛ ولذلك يتحقق فرحه، وإن كانت المصيبة سماوية. اهـ.
والله أعلم.