الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكره السائل لا يعدو الخواطر والوساوس الشيطانية، التي ترد على القلب فيدفعها ولا يعتقدها، ويكرهها ولا يقبلها، وهذا معفو عنه، بل كرهه ومدافعته دليل على صحة الإيمان.
قال النووي في (الأذكار): الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه، فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه.
وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تتكلم به، أو تعمل. قال العلماء: المراد به الخواطر التي لا تستقر. قالوا: وسواء كان ذلك الخاطر غيبة، أو كفرا أو غيره. اهـ.
وتسمية السائل لهذه الواردات: شكوكا، ليست صحيحة، وفرق بين الشك الذي هو تردد ينافي اليقين، وبين الوسوسة، التي هي شيء يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان، فإذا كرهه العبد ونفاه، دلت كراهته على صريح الإيمان. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 128213. وقد قال السائل عن نفسه: (أنا متيقن من ديني).
ولذلك، فإننا نوصيه بالإعراض التام عن هذه الوساوس وإهمالها، وعدم الالتفات إليها.
والله أعلم.