الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان زوجك على الحال المذكور من محادثته لفتاة أجنبية عليه، فقد أساء بذلك وأتى منكرا. وحدوث مثل هذا من رجل متزوج، يجعله أشد نكارة، وفيه كفران لنعمة من نعم الله عليه، نعني نعمة الزوجة التي يمكنه أن يستمتع بها في الحلال. فمن ضعف الإيمان، وقلة العقل، أن يستبدل المرء الذي هو أدنى، بالذي هو خير. ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 30003.
وكونه حرا في تصرفاته، لا يعني أن يتعدى حدود الله عز وجل، ويفعل ما يسخطه، وإن لم يردعه الخوف من الله سبحانه، فليس أقل من أن يراعي أن له بنات.
ومن أول ما نوصيك به الصبر، فإن فضائله جليلة، وعواقبه جميلة، وقد بينا شيئا من النصوص المتعلقة به، في الفتوى رقم: 18103.
واحرصي على كثرة الدعاء بأن يصلحه الله، ويلهمه الرشد الصواب. واستمري في بذل النصح له برفق ولين، وذكريه بالله تعالى، ما رجوت أن تنفعه الذكرى.
وهجره لك إن لم يكن له ما يبرره شرعا، فهو خطأ منه، فهجر الزوجة له ضوابطه الشرعية، كأن يكون بسبب نشوزها ونحو ذلك، كما سبق توضيحه في الفتوى رقم: 62239.
وننبهك إلى أن فتحك لجوال زوجك، إن كان بقصد تتبع عيوبه، فهذا تجسس محرم، تجب عليك التوبة منه. وراجعي الفتوى رقم: 111601، والفتوى رقم: 18180.
والله أعلم.