الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السحر يصيب المؤمن كما يصيب الكافر، فقد سُحر النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الصحيحين، وهو مذكور في الفتوى: 24556. وقد كان السحر معروفًا عند الكفار في عهد فرعون، وفي عهد تُبَّعْ اليمن صاحب الأخدود، ولا يزال اليوم معروفًا عند الكفار.
وأما الوقاية منه قبل وقوعه، فبالإكثار من التعوذ بالمعوذات عند المساء والصباح، وعند التلاوة وافتتاح الصلاة والخروج من المسجد، وعند إتيان الأهل ودخول الخلاء وقراءة سورة البقرة، ولا سيما فواتحها وخواتيمها، وآية الكرسي والآيتان بعدها، والإتيان بمائة من: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وبقيام الليل، والمحافظة على الوضوء والصلاة في الجماعة.
وراجع في أدلة هذه المسائل "الصارم البتار في التصدي للسحرة والأشرار" لـ وحيد عبد السلام بالي. كما أنه يقي منه بإذن الله تعالى التصبح بسبع تمرات عجوة، للحديث الثابت في الصحيحين: من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سُمّ ولا سحر.
وأما علاجه بعد وقوعه، فيحصل بمعرفة مكانه، فيستخرج ويتلف فيبطل معه السحر بإذن الله، كما عَمل النبي صلى الله عليه وسلم لما سَحَرَه يهود.
وتحصل بالرقية الشرعية، كما تحصل باستعمال بعض الأدوية المباحة كالسدر وغير ذلك من الأدوية، كماء زمزم والعسل والحبة السوداء، فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ماء زمزم لما شرب له. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني. وقال: الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام. رواه البخاري ومسلم. وقال تعالى في العسل: يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ[النحل:69].
وللزيادة في الموضوع راجع كتاب "الصارم البتار" وكتاب "وقاية الإنسان من الجن والشيطان" لـ وحيد عبد السلام بالي، وكتاب "فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين" لـ عبد الله الطيار. وراجع الفتاوى التالية: 5252، 10981، 2244، 5856.
والله أعلم.