الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي للمسلم أن يشوش على أخيه بالجهر في الصلاة، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَنْظُرْ بِمَ يُنَاجِيهِ بِهِ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ. رواه مالك في الموطأ وغيره.
قال الباجي في شرح الموطأ : «وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» لِأَنَّ فِي ذَلِكَ إيذَاءَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، وَمَنْعًا مِنْ الْإِقْبَالِ عَلَى الصَّلَاةِ، وَتَفْرِيغِ السِّرِّ لَهَا، وَتَأَمُّلِ مَا يُنَاجِي بِهِ رَبَّهُ مِنْ الْقُرْآنِ. وَإِذَا كَانَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ مَمْنُوعًا حِينَئِذٍ لِإِذَايَةِ الْمُصَلِّينَ، فَبِأَنْ يُمْنَعَ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالْحَدِيثِ وَغَيْرِهِ أَوْلَى وَأَحْرَى. اهـ.
وراجع تفصيلا أكثر في الفتوى رقم: 249457.
وعلى ذلك؛ فإن هذا الرجل قد أساء في صلاته برفع صوته على المصلين، ولكن صلاته مجزئة؛ ما دام أنه أتى بها على الوجه الصحيح.
وأما عدم التركيز في الصلاة، فإنه ينقص من الخشوع الذي هو روح الصلاة ولبها, ولكن ذلك لا يعني أن صلاتك غير مقبولة ما دمت قد أديتها مكتملة الأركان والشروط. ونسأل الله لنا ولك القبول.
والله أعلم.