الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الحال على ما ذكرت، فلست عاقة لأمك، ولا إثم عليك. والله عز وجل لا يكلف الإنسان ما لا يقدر عليه، قال الله عز وجل: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا {الطلاق:7}، ومن الطبيعي أن ترغب أمك في وجودك بجانبها أطول زمن، وتستقل هذه المدة التي تأتينها فيها، فاعملي على مداراتها، والعمل على إرضائها حسب الإمكان، وبما لا يتنافى مع واجبك تجاه زوجك وبيتك.
وكبر السن من مظان ضيق الصدر، وسرعة الغضب، فيحتاج الولد إلى كثير من الصبر على الوالدين في مثل هذه السن، ولذا أكدت نصوص الكتاب والسنة على البر بهما في هذا الحال خاصة، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف. قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما، أو كليهما فلم يدخل الجنة.
والله أعلم.