الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك بر أبيك، والإحسان إليه، ولا تجوز لك الإساءة إليه، أو معاملته بجفاء، فإنّ ذلك من العقوق المحرم، بل من كبائر الذنوب، وحق الوالد على ولده لا يسقط بظلمه، أو وقوعه في المعاصي، فإذا كان الوالد قد أساء إلى أمّك، فليس ذلك مسوغًا للإساءة إليه، فكيف إذا كان قد رجع عن الإساءة إليها في آخر عهدها؟
وقد لحقت أمّك -رحمها الله- بربها، فلا ينفعها جفاؤك لأبيك، ولكن ينفعها -بإذن الله- دعاؤك لها، وصدقتك عنها، فاحرصي على ما ينفع، واحذري من عقوق والدك، واجتهدي في بِرّه، فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه الترمذي، وابن ماجه.
والله أعلم.