الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فوطني نفسك على الرضا بقضاء الله والتسليم لحكمه، واعلمي أن الله لا يقضي لك قضاء إلا كان خيرا لك، ولا حرج في عمل الصالحات بقصد أن يشفي الله ولدك، وليس هذا من النفاق في شيء، بل التقرب إلى الله أوقات الشدائد، واللجأ إليه سبحانه لا إلى غيره، من علامات الإيمان، وفي الحديث: إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
وأذهبي عنك الحزن والاكتئاب، بالتفكر في حكمة الله تعالى وسعة رحمته، وأنه أرحم بك وبابنك، من الأم بولدها، وأنه لا يقضي للمؤمن إلا ما هو الخير له، فأقبلي على حياتك، مجتهدة في طاعة الله تعالى، مكثرة من دعائه، محسنة ظنك به سبحانه، راجية فضله ورحمته، واجتهدي في الدعاء؛ فإنه من أعظم أسلحة المؤمن، وعمقي حسن ظنك بالله تعالى، بالفكرة في رحمته الواسعة التي وسعت كل شيء، وحكمته البالغة؛ فإنه سبحانه لا يقضي شيئا إلا لحكمة، نسأل الله أن يعافي ولدك، ويسلمه من المكروه.
والله أعلم.