الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تستمر في التوبة النصوح، وألا تعود إلى شيء من سابق ذنوبك، وأن تستقيم على شرع الله تعالى، وتلزم فعل أوامره، واجتناب نواهيه.
واعلم أن ما تشعر به من الحزن، ربما يكون من إلقاء الشيطان في قلبك؛ ليحزنك، ويحول بينك وبين سبب سعادتك الذي هو الاستقامة على شرع الله تعالى، فدع عنك هذا الشعور، وامضِ في طريق الاستقامة، غير مكترث بما يقابلك من عقبات.
واعلم أنك لو صدقت في توبتك واستقامتك، فسيتبدل حزنك فرحًا، وانشراح صدر، وطمأنينة بال، وستتيسر كل أمورك، مصداق قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
فاستمر ولا تتراجع، ولا تنحرف عن طريق الاستقامة، وثق بتدبير الله لك، وحسن اختياره لك، وأحسن ظنك به، وسله من فضله الواسع -نسأل الله أن يرزقنا، وإياك التوبة النصوح-.
والله أعلم.