الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاهتمام بما يقوله الناس ليس مذموما بإطلاق، بل إن حمل على خير كان خيرا، والمسلم مطالب بأن يتوقى مواطن الشبهات، ويحرص على سلامة سمعته، وحسن سيرته بين الناس. وانظر الفتوى رقم: 147019.
وإنما يذم الاهتمام بما يقوله الناس إذا حمل على مراءاتهم، وأن يعمل الشخص الطاعة لا يريد منها إلا ثناءهم ومدحهم، وكذا يذم إذا حمل على مخالفة أمر الله تعالى، والإقدام على معصيته، فيعمل الشخص المعصية لكون العرف يقتضي فعلها، ولكون الناس يذمونه إذا لم يفعلها، فهذا الذي قدم الحياء من الناس على الحياء من الله تعالى مذموم ولا شك، وعليه أن يعلم أن من أسخط الناس برضا الله، رضي الله عنه، وأرضى عنه الناس، ومن أسخط الله برضا الناس، سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس، وليجعل مطلبه الأول هو مرضاة الله، وليستحي منه حق الحياء، ولا يقدم على الخوف منه سبحانه خوفا من قالة أحد أو مذمته، وإذا علمت هذا، فما كان مذموما من الاهتمام بالناس وكلامهم، فعليك أن تبادر الى تركه، ولا تأخذك في ذلك لومة لائم، وما لم يكن كذلك، فإنه لا يضرك.
والله أعلم.