علاج الخوف المَرَضي

14-12-2016 | إسلام ويب

السؤال:
عندي خوف من الله بشكل كبير؛ لدرجة أنني أخاف من كل كلمة أقولها، وأخاف أن أخطئ في الصلاة، وأخاف عند الصيام أن أفعل شيئا كبلع البلغم وغيره، وأخاف من عدم رضا الله علي، وهذا شيء جيد، ولكنه في نفس الوقت سيئ، لأنه لا يجعلني أتذوق حلاوة الإيمان والخشوع. أريد حلا.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فهذا الخوف الذي تذكره قد صار خوفا مرضيا لا خوفا صحيا، ويخشى أن يبلغ بك إلى حد الوسوسة، فيتنكد عليك عيشك وتتكدر حياتك، فعليك أن تتعامل مع هذه الأمور بصورة طبيعية، فتقرأ في صلاتك بصورة عادية، وتتوضأ بصورة عادية دون غلو أو تنطع، وقَوِّ خوف الله في قلبك بالتفكر في أسمائه وصفاته، والتفكر في وعيده وما في الآخرة من الأهوال، وليحملك هذا الخوف على تجنب ما تقطع بكونه معصية لله تعالى، وفعل جميع ما أمر الله به على وجهه؛ مجانبا الغلو والوسوسة، فإن الله يبغض الغلو والتنطع، فاجعل خوفك خوفا معتدلا، يحملك على فعل الواجبات وترك المحرمات دون أن يسوقك إلى الوساوس والشكوك وتسلط الأوهام، واستعن على ذلك بدعاء الله تعالى، وبالاجتهاد في تعلم العلم النافع، فإنه من أعظم فوائده أنه يعين على التمييز بين الأمور صحيحها وباطلها، ويحصل لك به الفرقان بين الخوف المرضي والخوف الصحي المطلوب.

والله أعلم.

www.islamweb.net