الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصراخ المرأة بسبب آلام الطلق الذي يسبق الولادة لا يوصف بالحرمة، لكونه خارجا عن إرادتها، فهي معذورة فيه لما تعانيه من آلام غير محتملة، وهي مأجورة على هذه الآلام أجراً عظيماً إذا صبرت واحتسبت ـ إن شاء الله ـ ففي الأدب المفرد للبخاري عن أبي بردة، قال سمعت أبي يحدث أنه شهد ابن عُمَرَ ورجلُ يَمَانِيٌّ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ـ حَمَلَ أُمَّهُ وراء ظهره ـ يقول: إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُذَلَّلُ ... إِنْ أُذْعِرَتْ رِكَابُهَا لَمْ أُذْعَرِ ـ ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا؟ قَالَ: لَا وَلَا بِزَفْرَةٍ وَاحِدَةٍ.
الزَّفْرة: الْمَرَّةُ من الزفير, وهو تَرَدُّد النفس حتى تختلف الأضلاع, وهذا يَعْرِضُ للمرأة عند الوضع، على أن الصراخ حتى لو لم يكن له سبب لا يحرم في كل حالة.
والله أعلم.