الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فهذه القصة ذُكرت في عدة مصادر منها ما ذكره السائل، وذكرها أيضا ابن كثير في البداية والنهاية، وابن الجوزي في صفة الصفوة وغيرهم ، ورواها ابن أبي الدنيا في كتابه الرقة والبكاء بإسناده فقال : حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ مَوْلَى مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: بَكَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ، فَبَكَى أَهْلُ الدَّارِ، لَا يَدْرِي هَؤُلَاءِ مَا أَبْكَى هَؤُلَاءِ , فَلَمَّا تَجَلَّى عَنْهُمُ الْعَبْرُ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّ بَكَيْتَ؟، قَالَ: ذَكَرْتُ يَا فَاطِمَةُ مُنْصَرَفَ الْقَوْمِ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللَّهِ: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ". ثُمَّ صَرَخَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ .
ولا علم لنا بحال السند، وفيه من الرواة من لم نجد له ترجمة، فالله أعلم.
ومثل هذه القصص ليست بحاجة للتدقيق في سندها؛ لأنها لا تتعلق بحرام أو حلال، وإنما هي قصة من قصص الرقائق التي تروى للعظة والاعتبار، وأهل العلم لا يشددون في مثلها.
والله تعالى أعلم.