الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يمكننا تجاهل كونك موسوسة، فإن هذا السؤال ناشئ عن الوسوسة ولا شك، ولا يتصور أن يخفى على الشخص ما إذا كان الشيء خارجا من قبله أو دبره، إلا أن تكون الوساوس قد تحكمت فيه، وتسلطت عليه، والظاهر أنه لا يخرج منك شيء أصلا، فدعي عنك الوساوس، ولا تبالي بها، ولا تلتفتي إليها، ولا تحكمي بأنه قد خرج منك شيء بمجرد الشك، ويسعك العمل بقول من لا يرى انتقاض الوضوء بريح القبل؛ فإن للموسوس أن يترخص بأيسر الأقوال وأخفها عليه، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 181305.
وإذا عملت بهذا القول، زال عنك الإشكال، فلم يلزمك التجفيف، ولم يبطل وضوؤك بخروج هذا الهواء، وإذا شككت في خروج الريح من دبرك، فالأصل عدم خروجها، فلا تحكمي بخروجها إلا بيقين جازم تستطيعين أن تحلفي عليه، والأصل هو صحة وضوئك، ولا يزول هذا الأصل المتيقن بمجرد الشك.
والله أعلم.