الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن أمور الآخرة، وما يكون من تفاضل الناس فيها، لا يجزم فيه إلا بدليل يدل عليه من نصوص الوحيين، ولم نطلع على نص في هذا بخصوصه. ولكنه لا يبعد أن يكون من تميز بأعمال فاضلة كالجهاد والعلم، وكثرة التلاوة والذكر، والصدقات، يفوق من كان قاصرا عن ذلك، وأن تكون سيئاته مغمورة في بحار حسناته الماحية.
فقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية فقيل له: أيما أفضل قارئ القرآن الذي لا يعمل, أو العابد؟
الجواب: إن كان العابد يعبد بغير علم, فقد يكون شرا من العالم الفاسق, وقد يكون العالم الفاسق شرا منه. وإن كان يعبد الله بعلم، فيؤدي الواجبات, ويترك المحرمات, فهو خير من الفاسق, إلا أن يكون للعالم الفاسق حسنات تفضل على سيئاته, بحيث يفضل له منها أكثر من حسنات ذلك العابد, والله أعلم. انتهـى من الفتاوى الكبرى.
والله أعلم.