الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على برّ والديك، ولا سيما أمّك، فإنّ حقها عليك عظيم، ومهما كانت أخلاقها، فإنّ عليك أنّ تحسن إليها، وتصبر عليها، ولا يجوز لك أن تسيء إليها، أو تقصّر في رعايتها وخدمتها، لكن برّك بأمّك لا يستلزم بالضرورة أن تسكنها معك، فإذا كنت تخشى من إسكانها مع زوجتك مفسدة، فلا حرج عليك في تركها في مسكنها، ما دمت مطمئنًا عليها، وتنفق عليها، وتزورها، وتتفقد أحوالها، وإذا قمت بما يجب عليك نحوها، ولم تسئ إليها، فلا يضرك بعد ذلك غضبها، أو دعاؤها عليك، ما دام بغير حق، قال ابن علان: ...ودعوة الوالد على والده، أي: إذا ظلمه، ولو بعقوقه.
وقال المناوي: وما ذكر في الوالد، محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق.
والله أعلم.