الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا نشكرك على التواصل معنا -بارك الله فيك-
وأما عن كون كلمة "يس" ليست من أسماء الله تعالى، فهذا هو الراجح عندنا؛ لأن أسماء الله توقيفية، فلا تصح بغير ما ورد به النص، ولم نطلع على نص من الكتاب، ولا من السنة الصحيحة يفيد ذلك، ولأن أسماء الله مشتقة كلها، وليس فيها اسم جامد.
وقد روي عن ابن عباس -كما في تفسير الطبري- أنها من أسماء الله تعالى، ولكن هذا لم يثبت عنه بسند صحيح.
فقد جاء في التحجيل، في تخريج ما لم يخرج من الأحاديث والآثار في إرواء الغليل للشيخ الطريفي: ما أخرجه الطبري في مواضع من "تفسيره": (8/115) (19/58، 131) (22/48) (23/117) (26/147) والبيهقي في "الأسماء والصفات ": (94) بهذا الإسناد مرفوعاً في قوله تعالى: {ألمص} {كهيعص} {طه} {يس} {ص} {طس} {حم} {ق} {ن} ونحو ذلك قال: قسم أقسمه الله تعالى، وهو من أسماء الله عزّ وجلّ. هذا خبر منكر بمرة. اهـ.
وجاء في شرح لمعة الاعتقاد للراجحي: أسماء الله كلها حسنى أي: بالغة في الحسن غايته؛ لأنها متضمنة لصفات كاملة، لا نقص فيها بوجه من الوجوه. وهذا مأخوذ من قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} أسماء الله كلها حسنى، وهي دالة على صفات ليست جامدة، بل هي مشتقة. أسماء الله مشتقة، كل اسم يدل على صفة، مثلا: اسم الله الرحمن، يدل على إثبات الذات لله -عز وجل- ويدل على إثبات هذا الاسم لله -عز وجل- ويدل على إثبات صفة الرحمة لله عز وجل. اهـ.
وجاء في شرح سنن أبي داود للشيخ العباد: كما أن أسماء الله مشتقة ليس فيها اسم جامد، كذلك أسماء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مشتقة ليس فيها اسم جامد ... اهـ.
والله أعلم.