الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على هداية تلك المرأة، ولكن الذي ينبغي ألا تكثر اختلاطك بها، وأن تكون دعوتك لها من خلال زوجتك، أو بعض محارمك؛ سدا لباب الفتنة، ثم إن طريق دعوتها يكون بأن يبين لها دلائل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحة رسالته، وأنه رسول من عند الله حقا إلى الثقلين الجن والإنس، ودلائل نبوته صلوات الله عليه في غاية من الظهور، وأبرزها هذا الكتاب المعجز، المصدق لما بين يديه من الكتب، والمهيمن عليها، والذي أنزل عليه مبينا أنباء الماضين، وأخبار ما يكون من الغيوب المستقبلة.
هذا؛ ولم يكن هو صلى الله عليه وسلم يتلو من قبله من كتاب، ولا يخطه بيمينه، ثم تحدى بهذا الكتاب العرب جميعا، وهم فرسان البلاغة، فلم يستطيعوا الإتيان بمثله، ولا بأقصر سورة من سوره.
ومن دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم سيرته الحميدة، وأخلاقه الرشيدة التي لم تجتمع إلا لنبي، فضلا عن معجزاته الحسية الأخرى المشهورة، ويبين لها كذلك محاسن الإسلام، وفضله على سائر الأديان، وأنه الدين الكامل التام الذي ارتضاه الله لأن يعبد به، فلا يقبل من أحد أن يدين بدين سواه، فيبين لها محاسن دين الإسلام عقيدة وعبادة، ومعاملة وأخلاقا، وأنه لم يدع خيرا إلا أمر به، وحث عليه، ولا شرا إلا حذر منه، ونهى عنه، ثم يجتهد في الدعاء لها بأن يصرف الله قلبها إلى الحق؛ فإن الهدى هدى الله، نسأل الله لها الهداية والتوفيق إلى الخير.
والله أعلم.