الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس من حقّ الطبيب إلزام المريض بدفع أجرة لعلاجه في المستشفيات الحكومية التي تعالج مجاناً، وإذا كان هناك نقص في المستلزمات الطبية، فقد كان على الطبيب أن يبلغ المسؤولين عن المستشفى ليوفروها، وإذا رأى المسؤولون عن المستشفى أنه لا سبيل لتوفير هذه المستلزمات إلا بتحصيل أموال من المرضى، فالواجب أن يطالب المريض بقدر ما يحتاجه فقط، ولا يجوز الاستفادة مما دفعه لعلاج غيره، أو إقامة مؤتمرات طبية، إلا إذا علم المريض ذلك، ورضي به عن طيب نفس.
وعليه، فإنّ ما قمت به من جمع الأموال من المرضى على الوجه المذكور غير جائز، والذي عليك بعد أن تركت هذا المكان، أن تتوب إلى الله عز وجل، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.
وأمّا بخصوص ضمان هذه الأموال التي لا تعلم أصحابها، ولا تقدر على الوصول إليهم، فالظاهر لنا -والله أعلم- أنّه لا يلزمك شيء غير التوبة؛ لأنّ المعروف من كلام أهل العلم في مثل هذه الأحوال أن تصرف الأموال في المصالح والمنافع العامة، وهذه الأموال قد صرفت بالفعل في هذا الوجه.
والله أعلم.