الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمادمت نهيت أمّك عن هذا المنكر، فأنت بعيد من الدياثة، فالديوث ـ والعياذ بالله ـ هو الذي يقرّ الفاحشة في أهله، وانظر الفتوى رقم: 49407.
والواجب عليك أن تنهى أمّك عن المنكر، وتحذرها من اتباع خطوات الشيطان، كلما رأيتها على منكر، وعليك أن تحول بينها وبين أسباب الفساد بقدر ما تستطيع، مع مراعاة حقّها ومنزلتها، فلابد أن تكون رفيقاً بها موقرا لها، فإنّ أمر الأمّ بالمعروف ونهيها عن المنكر ليس كأمر غيرها ونهيه.
قال ابن مفلح الحنبلي رحمه الله: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. اهـ
والله أعلم.