الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن دعاء القنوت الذي علمه النبي صلي الله عليه, وسلم للحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ رواه أبو داود, والترمذي وتجوز الزيادة عليه, كما يجوز استعمال غيره من الأدعية في قنوت الوتر, وراجع في ذلك الفتويين رقم: 126531, ورقم: 45233.
ثم إن القنوت في صلاة الوتر محل خلاف بين أهل العلم, وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى حيث قال: وأما قنوت الوتر فللعلماء فيه ثلاثة أقوال:
قيل: لا يستحب بحال، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت في الوتر.
وقيل: بل يستحب في جميع السنة، كما ينقل عن ابن مسعود وغيره، ولأن في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم علم الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ دعاء يدعو به في قنوت الوتر.
وقيل: بل يقنت في النصف الأخير من رمضان، كما كان أبي بن كعب يفعل، وحقيقة الأمر أن قنوت الوتر من جنس الدعاء السائغ في الصلاة، من شاء فعله، ومن شاء تركه، كما يخير الرجل أن يوتر بثلاث، أو خمس، أو سبع، وكما يخير إذا أوتر بثلاث إن شاء فصل، وإن شاء وصل، وكذلك يخير في دعاء القنوت إن شاء فعله، وإن شاء تركه، وإذا صلى بهم قيام رمضان فإن قنت في جميع الشهر فقد أحسن، وإن قنت في النصف الأخير فقد أحسن، وإن لم يقنت بحال فقد أحسن. انتهى.
وبناء على ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية, فإنك بالخيار بين الإتيان بدعاء القنوت, وتركه, فالأمر في ذلك واسع.
مع التنبيه على أن دعاء القنوت يختلف عن قنوت النوازل, جاء في فتاوى لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين: لكن القنوت في النوازل ليس هو دعاء القنوت في الوتر, بل القنوت في النوازل أن تدعو الله تعالى بما يناسب تلك النازلة. انتهى.
وبخصوص الدعاء أثناء السجود: فهو مشروع, ويعتبر من مواطن الإجابة, سواء تعلق الأمر بقيام الليل, أو الفرائض، أو النوافل, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 121029.
والله أعلم.