الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الملة، والنحلة تطلق على الديانة، فقد جاء في جامع العلوم في اصطلاحات الفنون: النحل: بكسر النون، وفتح الحاء المهملة، جمع نحلة، وهي ما اخترعه قوم واتفقوا عليها، من غير أن يكون عليها دليل نقلي، وسماع من النبي عليه السلام؛ ولذا وقع في حاشية الشريفية شرح السراجية: النحل: الملة، والديانة. اهـ.
وأما الشريعة في لغة العرب فهي: الطريقة المستقيمة، وشرع لهم كذا، أي: سن لهم كذا.
وأما في الاصطلاح فالمقصود بالشريعة: ما شرع الله لعباده من الدين، وبين لهم من الأحكام المختلفة. كذا في الموسوعة الفقهية الكويتية.
وأما الفرقة والطائفة، فالمراد بهما جزء من الأمة، ويغلب فيها عند الإضافة، واللقب الخاص، أن تكون تميزت بمنهج خاص عن منهج أهل السنة والجماعة، مثل: الروافض، والخوارج، والقدرية، والمرجئة، والجبرية، والمعتزلة، ويطلق على أهل السنة والجماعة: الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة؛ لما في الحديث: لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم، أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس. أخرجه مسلم.
وفي الحديث: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه، وأصحابي. رواه أبو داود، والترمذي.
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية: الفرق في اللغة جمع فرقة, والفرقة هي: الطائفة من الناس.
وفرق الأمة في الاصطلاح: اسم أطلق على الفرق المنتسبة إلى الإسلام، والتي ظهرت بعد الصدر الأول. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ..صار المتمسكون بالإسلام المحض، الخالص عن الشوائب، هم أهل السنة والجماعة، وفيهم الصديقون، والشهداء، والصالحون، ومنهم أعلام الهدى، ومصابيح الدجى... وفهيم الأبدال: الأئمة الذين أجمع المسلمون على هدايتهم، ودرايتهم، وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة. اهـ.
والله أعلم.