الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المراد بزخرف القول تزيينهم الباطل، فقد قال ابن الجوزي في زاد المسير في علم التفسير: وأما زخرف القول، فهو ما زين منه، وحسن، وموه، وأصل الزخرف: الذهب، قال أبو عبيدة: كل شيء حسنته وزينته وهو باطل، فهو زخرف وقال الزجاج: الزخرف ـ في اللغة: الزينة فالمعنى: أن بعضهم يزين لبعض الأعمال القبيحة و: غرورا ـ منصوب على المصدر، وهذا المصدر محمول على المعنى، لأن معنى إيحاء الزخرف من القول: معنى الغرور، فكأنه قال: يغرون غرورا، وقال ابن عباس: زخرف القول غرورا: الأماني بالباطل، قال مقاتل: وكل إبليس بالإنس شياطين يضلونهم، فاذا التقى شيطان الإنس بشيطان الجن قال أحدهما لصاحبه: إني أضللت صاحبي بكذا وكذا، فأضلل أنت صاحبك بكذا وكذا فذلك وحي بعضهم إلى بعض.... اهـ.
ومعنى: لحن القول ـ مقصده وطريقته، وقيل: اللحن هو الخفي المعنى كالكناية والتعريض، والمعنى أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سيعرفهم من دلائل كلامهم، وإن لم يعرفه الله بهم على التعيين. كذا قال ابن جزي في تفسيره.
والله أعلم.