الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يتضح لنا المقصود بما أسمته السائلة: تحليل كتاب الله تعالى ـ لكن في البداية لا بد لنا من التنبيه على خطورة القول في كتاب الله تعالى بغير علم, فقد ورد الوعيد الشديد في ذلك, وحذر منه أهل العلم كثيرا, جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: وهكذا روى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أنهم شددوا في أن يفسر القرآن بغير علم، وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن، فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن وفسروه بغير علم أو من قبل أنفسهم، وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم، فمن قال في القرآن برأيه فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأت الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر، لكن يكون أخف جرما ممن أخطأ، والله أعلم. انتهى.
وبخصوص الألفات السبع المشارإليها, فهي ألفات تثبت في الوقف, وتحذف وصلا, ومن بينها كلمتا: قواريرا ـ أنا ـ جاء في فتح رب البرية شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد, لمؤلفه: صفوت محمود سالم:
9ـ الألفات السبع:
حكمها: تثبت وقفاً وتحذف وصلا، ًوعُبرِّ عنها بالصفر المستطيل، مواضعها: وردت في سبع كلمات:
1ـ كلمة: أَنَا في كل القرآن الكريم، مثل: إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ.
2ـ كلمة: لَكِنَّا التي في سورة الكهف: لَكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي {الكهف: 38} وأصلُها: لَكِنْ أَنَا.
3ـ كلمة: الظُّنُونَا في سورة الأحزاب: وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا {10}.
4ـ كلمة: الرَّسُولا في سورة الأحزاب: وَأَطَعْنَا الرَّسُولا {66}.
5ـ كلمة السَّبِيلا في الأحزاب كذلك: فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا {67}.
6ـ كلمة سَلَاسِلا في سورة الإنسان: إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَفِرِينَ سَلَاسِلا {4} وزادوا وجهاً ثانياً في هذه الكلمة وهو حذف الألف الثَّانية وصلاً ووقفاً.
7ـ كلمة قَوَارِيرَا الأولى في سورة الإنسان: وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا {15}.
فإذا وقفنا على هذه الكلمات أثبتنا الألف، وإذا وصلنا هذه الكلمات مع ما بعدها حذفنا الألف. انتهى.
أما قولكم: هذه اللفظة ساقطة, أو هذا الساكن محذوف لأجل عدم التقاء الساكنين ـ فلا يجوز الإقدام على ذلك إلا بالرجوع إلى كتاب معتمد في هذا الفن, ولا يجوز الاعتماد على مجرد الرأي, أو التخمين, لما في ذلك من القول في كتاب الله تعالى بغير علم.
والله أعلم.