الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما فعلته من المضي للعمل في تلك الوظيفة هو الذي نرجحه بالنسبة للمستخير، فإننا نرجح أنه يمضي في الأمر الذي استخار من أجله، فإن كان خيرًا يسره الله له، وإن كان غير ذلك صرفه الله عنه.
وبناء على ذلك؛ فلم تحصل منك مخالفة للاستخارة أصلًا، وما قدره الله لك هو الخير، فعملك في تلك الوظيفة إذ عملت فيها هو الخير، وتركك لها حين تركتها هو الخير.
وعليك أن توطن نفسك على الرضا بقضاء الله، والاستسلام لحكمه، وما يقدره ويقضيه سبحانه، وتعلم أن اختياره للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، وانظر لبيان ما يفعله المستخير بعد الاستخارة الفتويين رقم: 315133، ورقم: 163911.
ثم إن الاستخارة مستحبة وليست واجبة، فمن تركها أو ترك العمل بمقتضاها كان تاركًا لأمر مستحب، ولا يوجب ذلك سخط الله عليه، ولكنه يفوت على نفسه ما هو أولى به، وأحسن له بعدوله عن مقتضى الاستخارة.
والله أعلم.