الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيجوز للشخص أن يدعو في الصلاة, وغيرها بدعاء مكتوب في ورقة, لكن الأكمل أن يكون المصلي حافظا لما يدعو به. جاء في فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز: لا مانع أن يقرأ الإنسان الدعاء من الورقة، إذا كان لا يحفظ، وكتب الدعاء في ورقة، وقرأه في الأوقات التي يحب أن يدعو فيها مثل آخر الليل، أو أثناء الليل، أو غيرها من الأوقات، ولكن لو تيسر حفظ ذلك، وأن يقرأه عن حضور قلب، وعن خشوع كان ذلك أكمل، أما في الصلاة، فالأولى أن يكون عن ظهر قلب، وأن تكون دعوات مختصرة موجزة، ولو قرئت من ورقة في التشهد -مثلا- أو بين السجدتين، فلا حرج في ذلك؛ لكن كون الداعي يحفظ الدعاء، فإنه يكون أقرب إلى الخشوع. والله ولي التوفيق. انتهى.
وفي دروس صوتية للشيخ ابن عثيمين: لو قال قائل: سأحمل كتيباً لأتذكر الأدعية، ولا أجعلها ديدناً لي، بل مجرد التذكر، أو أحمل ورقة فيها بعض الأدعية المأثورة للتذكر فقط، فما الحكم؟
الجواب: هذا لا بأس به، إذا كان الإنسان لا يعرف دعاء مأثوراً، وأراد أن يكتب أدعية مأثورة يحملها معه يقرأ بها، فلا بأس، لكن الذي تكلمنا عنه أنه قد خصص كل شوط بدعاء معين، وهذا الدعاء قد لا يعرفه الإنسان، فضلاً عن أن يكون مقصوداً له، وأما دعاء مقصود لك تعرفه، ولم تخصص كل شوط بدعاء معين، فهذا لا بأس به، ولا حرج فيه. والله أعلم. انتهى.
وبناء على ما سبق, فإنه يجوز لك أن تكتب ما تشاء من أدعية في ورقة, ثم تدعو بها يوم الجمعة, أو في غيره من الأوقات, ولا حرج عليك في ذك.
وقد علمت مما ذكرنا من قبلُ، أن الأفضل للمصلي أن يدعو من حفظه بلا حمل ورقة... وذلك لأن كون الداعي يحفظ الدعاء، أقرب إلى الخشوع.
والله أعلم.