الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلم نجد نصا لأهل العلم على هذه المسألة بخصوصها، لكن الذي يظهر -والله تعالى أعلم- جواز الجمع في حالتكم هذه؛ لما يترتب على عدمه من الحرج والمشقة على الأخت التي معكم، وإنما قلنا ذلك، تخريجا لهذه المسألة على ما نراه نظائر لها، من حيث إن الرخصة تكون أحيانا لا لحاجة الشخص نفسه لها، وإنما لحاجة غيره، كالتيمم لحاجة الغير إلى الماء لعطشٍ، أو لحاجة ميتٍ معه في السفر إلى مائه لتغسيله، وكترك الجمعة والجماعة لأجل مريض يأنس به، ويشق عليه غيابه، وكفطر حامل ومرضع خافتا على ولديهما فقط، من غير خوف على نفسهما، أو الفطر لإنقاذ غريق، وكالقصر والفطر في سفرٍ نشأ لأجل حاجة الغير من صديق، أو موكّل، وغير ذلك من الرخص والأعذار.
هذا؛ وننبه إلى أنكم إن وصلتم إلى الحضانة قبل خروج وقت المغرب، فعليكم أن تبادروا إلى صلاتها في وقتها، ولا تؤخروها لتصلوها في بيوتكم مع العشاء بعد خروج وقتها؛ لأن العذر يزول بوصول الأم إلى طفلها، فمتى وصلتم إلى الحضانة في وقت المغرب، وخشيتم خروج الوقت، وجب عليكم الصلاة في أي مكان يمكن فيه الصلاة، ولو على الرصيف، ولا يجوز -حينئذ- تأخيرها إلى أن تَصِلوا إلى بيوتكم فتصلوها بعد خروج وقتها.
والله أعلم.