الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما هذا الألم الذي تعاني منه: فراجع بخصوصه الأطباء الثقات، امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي. وعليك إن أردت مرضات الله تعالى أن تفعل ما افترضه عليك من الواجبات، وتترك ما نهاك عنه من المحرمات، فإن العبد لم يتقرب إلى الله بمثل فعل الفرائض، ثم أكثر بعد ذلك من النوافل صلاة وصوما وصدقة وغير ذلك، وتقرب بما استطعته من ذلك لتنال محبة الله تعالى، كما في الحديث الذي رواه البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: قال الله تعالى: ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها... الحديث.
والذي يعينك على هذا أن تجاهد نفسك وتحملها على طاعة الله تعالى، فإنك بمجاهدة نفسك ومصابرتها على الطاعة تصير تلك الطاعات محبوبة لنفسك، وتصبح قرة عين لك، فتؤديها بانشراح وطيب نفس لا عن كره وضيق، وراجع الفتوى رقم: 139680.
واجتهد في الدعاء، فإنه من أمضى الأسلحة وأعونها على تحصيل المطلوب ودفع المرهوب، واصحب أهل الخير الذين تذكرك صحبتهم بالله تعالى وتعينك على طاعته، وخذ نفسك بما تقدر عليه من الأعمال وتستطيع المواظبة عليه حتى لا تمل، فإذا اعتدته فزد عليه وهكذا، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها، نسأل الله لنا ولك الهداية إلى الصراط المستقيم.
والله أعلم.