الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على الخير ورغبتك فيه، ولكنك أخطأت الطريق حين كذبت لتخفي عملك، وقد كان يسعك استعمال المعاريض، وهي كثيرة، وفيها مندوحة عن الكذب، كأن تقول لهذا العامل إن هذا المال من فاعل خير أو نحو ذلك من الكلام، وعلى كل حال، فإنك إن تبت إلى الله تعالى وعودت لسانك الصدق، فإن الله تعالى يقبل توبتك ويبقى لك ثواب صدقتك مذخورا تنتفع به في الآخرة ـ إن شاء الله تعالى ـ علما بأنك إذا لم تبين لعامل المسجد أن المبلغ خاص بالمسجد، وأن صاحبه خصه به قد يصرفه في بعض مصاريف اللقطة أو المال الذي لا يعرف مالكه، وهي أعم من المسجد، وبذلك يفوت ما أردته من وضعه في المسجد.
والله أعلم.