الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على متابعتك وإعجابك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن ييسر أمرنا وأمرك، ويوفقنا إلى طاعته وتبليغ دينه للناس وأن يتقبل منا ذلك ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وبخصوص ما سألت عنه، فإن كان الغالب على ظنك أن الشركة التي تأخذ الفائض تستعمله في أمور محرمة كالتعامل بالربا ونحوه، فلا يجوز لك الاتصال بها لإخبارها بالفائض أو إيصاله إليها، لأن في ذلك إعانة لها على الحرام، وقد قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
وإن كان الأمر مجرد شك، فلا شيء عليك في ذلك، ولا يلزمك التنقيب والتفتيش في هذا الأمر، وإذا كنت تستطيع تجنب الاتصال بالشركة وإخبارها ـ على فرض حرمة ذلك ـ فلا بأس عليك في الاستمرار في الوظيفة المذكورة، وأما مع عدم إمكانية ذلك: فلا يجوز لك البقاء فيها إلا إذا كنت محتاجا اليها ولا تجد بديلا آخر.
والله أعلم.