الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فلا تلزمك إعادة الصلاة لمجرد أنك قلت لفظ تسبيح الركوع في السجود، ولفظ تسبيح السجود في الركوع، وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 157475، أن تسبيح الركوع والسجود سنة في قول جمهور أهل العلم، وأن من تركهما عمدًا، أو سهوًا، أو أبدل لفظهما، لم يلزمه شيء، وأن من العلماء من قال بوجوبهما، وأن منهم من قال بأن الواجب هو جنس التسبيح فقط، كما هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية.
كما بينا في الفتوى رقم: 286312، أن قول: سمع الله لمن حمده، أو ربنا ولك الحمد سنة أيضًا عند الجمهور، وكذا تكبيرات الانتقال مستحبة، وليست واجبة، قال ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في شرح صحيح البخاري: وأكثر الفقهاء على أن التكبير في الصلاة ـ غير تكبيرة الإحرام ـ سنة، لا تبطل الصلاة بتركه عمدًا، ولا سهوًا.
وما دامت الأخت السائلة مصابة بالوسوسة، وتعاني منها -كما ذكرت هي عن نفسها في سؤال سابق، وكما تدل عليه أسئلتها السابقة أيضًا-فالذي نفتيها به هو أن صلاتها صحيحة، ولا شيء عليها، ويسعها أن تأخذ بقول جمهور أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 181305، عن مشروعية أخذ الموسوس بأسهل الأقوال وأرفقها به.
والله أعلم.