الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعمل فيما هو مباح من تسجيل أو تحميل تطبيقات أو مشاهدة مقاطع مقابل أجرة معلومة لا حرج فيه شريطة خلو المقاطع والتطبيقات من الحرام، وألا يكون في ذلك إعانة عليه، كما أن دعوة الغير ممن لا تعلم أنه سيرتكب المحظور إلى العمل في ذلك لا حرج فيها، ولو وقع أحدهم فيما هو محرم من تلقاء نفسه مع تحذيره من ذلك وتبيين الحكم له فالإثم عليه، ولا يؤثر ذلك في الأجرة المكتسبة مقابل ذلك؛ لأنك إنما دعوته إلى عمل مباح، وقد قال تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. {المائدة:105}.
جاء في تفسير الطبري: عن سعيد بن المسيب أنه قال: "لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم" إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر؛ لا يضرك من ضل إذا اهتديت. اهـ.
والله أعلم.