الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أحسن زوجك بردّ البيت لأبيه حرصًا على إرضائه، وتخلصًا من غضبه.
واعلمي أنّ دعوة الوالد على ولده إذا كانت بغير حق فإنها لا تستجاب؛ قال ابن علان: "... ودعوة الوالد على والده، أي: إذا ظلمه، ولو بعقوقه". دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين - (6 / 301). وقال المناوي: "وما ذكر في الوالد محله في والد ساخط على ولده لنحو عقوق". التيسير بشرح الجامع الصغير -للمناوى- (1 / 950).
وعليه؛ فلا يلزم أن يكون ما يعاني منه زوجك بسبب دعاء أبيه، لكن على أية حال؛ فإنه إذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهمّ نفسه، ويراجع حاله مع الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة؛ في صحيح مسلم عن أبي ذرّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "... يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ". قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-: "فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ". جامع العلوم والحكم (2/ 53).
قال ابن القيم: "ومن عقوبات الذنوب: إنها تزيل النعم، وتحل النقم؛ فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب". الجواب الكافي - (1 / 49).
فعليكم بتجديد التوبة العامة، وكثرة الاستغفار.
والله أعلم.