الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلك أن تقصر الصلاة الرباعية، وتجمع مشتركتي الوقت ـ الظهر والعصر، والمغرب والعشاء ـ جمع تقديم في وقت الأولى منهما، أو جمع تأخير في وقت الثانية، وتترخص برخص السفر من الفطر في رمضان في حال السفر بين مكان الإقامتين، فإذا وصلت إلى مكان إحدى الإقامتين وكان وطنا لك، فقد انقطع سفرك ـ بغض النظر عن المدة التي تقيمها فيه ولو كانت أقل من أربعة أيام ـ فلا يجوز لك الترخص برخص السفر من قصر الصلاة وغيره، وكذلك إذا كانت لك فيه زوجة، أو كنت ناويًا أن تقيم فيها أربعة أيام صحاح ـ أي لا تحسب منها يوم الدخول ويوم الخروج ـ فأكثر، لزمك إتمام الصلاة في هذه الحالة، وعدم الترخص برخص السفر، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 115280، 207478 109474.
وفي حال ما إذا كانت نيتك الإقامة يومين ـ كما أشرت ـ أو أقل من أربعة أيام، ولم يكن محل الإقامة وطنا ولم تكن لك فيه زوجة، فإن لك الترخص فيه برخص السفر من القصر والجمع.. وكذلك إذا كنت مترددا ـ لا تدري متى تخرج من مكان الإقامة ـ فلك الترخص برخص السفر أيضا، ولو زادت مدة إقامتك على أربعة أيام صحاح، فقد نص أهل العلم على أن من لا يدري متى تنتهي مهمته يجوز له القصر والجمع، وإن أقام شهورا، مادام لم يجزم بنية الإقامة أربعة أيام، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 6215، 115280، وما أحيل عليه فيهما.
والحاصل أن حكم سفرك ينقطع بأحد أمور ثلاثة:
أولها: نية إقامة أربعة أيام.
وثانيها: وجود زوجة لك مقيمة بالمكان الذي تقدم عليه، ولو لم تنو إقامة أربعة أيام.
وثالثها: أن يكون المكان الذي تقدم عليه وطنا لك، ولو لم تنو الإقامة فيه أربعة أيام.
والله أعلم.