الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعبرة بموضوع تلك الروايات وما تتحدث عنه وما ترمي إليه، فإذا خلت من المحاذير الشرعية كالضلالات الفكرية، وتزيين الانحرافات السلوكية، وما يهدم القيم والأخلاق ونحو ذلك، فلا مانع من بيعها، لكن قلما تسلم الروايات الأجنبية من شيء من ذلك، والأغلب أنه ليست هنالك مصلحة راجحة في قراءة تلك القصص، فضلا عن إرشاد الناس إليها واتخاذها تجارة، ويخشى أن يكون ذلك من قلة النصح للمسلمين، فيما ينفعهم من أمر دينهم ودنياهم.
فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ـ رضي الله عنه ـ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ)، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: (لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ). رواه مسلم.
وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. متفق عليه
ولذا فالأسلم للمرء البعد عن بيع تلك الروايات وإن سلمت من المحاذير التي أشرنا إليها، وأنواع الكسب الحلال كثيرة لمن تحراها وابتغاها.
والله أعلم.