الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاستعمال اليد في غرف الماء من الإناء لغسل أعضاء الوضوء أو للمضمضة ونحوها لا يستلزم تغير الماء، بل الأصل عدم تغيره بذلك، يقول ابن عبد البر: إِدْخَالَ الْيَدِ السَّالِمَةِ مِنَ الْأَذَى فِي إِنَاءِ الْوَضُوءِ لَا يَضُرُّهُ. اهـ.
وقد بينا في الفتوى رقم: 133691، ما تحصل به المضمضة، وبمراجعتها تعلم أن المضمضة تحصل بدون ما ذكرت من إدخال الإبهام.... إلخ.
وعلى أية حال، لو حصل أن اليد أصابها دم أو نحوه أثناء الوضوء مما قد يؤثر في طهورية الماء، ففي هذه الحالة يتم غسلها قبل إرجاعها للإناء حتى لا تؤثر على طهوريته، وهذا الغسل من أجل الحفاظ على طهورية الماء الذي تنغمس فيه اليد، وليس هو بشيء مضاف لأعمال الوضوء، حتى ننظر في مسألة ما هو قياسي وما هو تعبدي، ومعلوم أن الوضوء عبادة توقيفية يؤتى بها كما جاءت في الشرع، ولا يضاف إليها ما ليس منها بطريق القياس أو غيره، وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 127965.
والله أعلم.