الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية الخطأ كان من جهة هذه الحيلة والخديعة التي قمت بها مع معلمك بالتظاهر بأنك بنت، وإن كنت تقصد بذلك تتبع عيوبه، فإنه متضمن للتجسس عليه، والتجسس محرم بدلالة كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجع فتوانا رقم: 16126، وفتوانا رقم: 3809، وما ذكرناه هنا يشمل أيضا ما قمت به من تمثيل نفسك طالبا معينا ـ فيما يظهر ـ من طلابه متجسساً بذلك عليه.
ولا ريب في أنه تجب التوبة من مثل هذا، وشروط التوبة مضمنة في الفتوى رقم: 29785، ومن تمام التوبة أن تستسمحه فيما وقع منك من خداع له، فإن لم يبرئك فأكثر من الدعاء له بخير عسى الله تعالى أن يرضيه عنك في الدنيا أو الآخرة.
ويجب عليك نصح أصدقائك بأن يتقوا الله، ولا يعملوا على نشر صور هذه المحادثات، فإن فعلت واستمروا على ما هم عليه من نشرها فنرجو أن لا تلحقك تبعة ذلك ـ إن شاء الله ـ وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 25575، والفتوى رقم: 124586، وكذلك الحال فيما لو قدر أن ارتكب هذا المعلم شيئا من المخالفات الشرعية مع فتيات فلا تأثم به.
ونوصيك بالسير في طريق الاستقامة والعمل بما ينفعك في دنياك وأخراك، واحرص على العلم النافع والعمل الصالح وصحبة الأخيار والحذر من صحبة الأشرار، ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 1208، 10800، 12928.
ولمعرفة السبيل لعلاج الوساوس والتخلص منها راجع الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 4310.
والله أعلم.