الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن تشبيه الله بالبشر كفر؛ لأنه تشبيه للخالق بالمخلوق الناقص، وفي هذا ازدراء بالخالق سبحانه؛ قال الطحاوي: قَوْلُهُ: (فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سأصليه سقر) فلما أوعد الله بسقر لمن قال: (إن هذا إلا قول البشر) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أنه بصفاته ليس كالبشر). انتهى.
وقال نعيم بن حماد: من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه تشبيهاً. ذكره عبد الغني المقدسي في الاعتقاد، وأورده الذهبي في العلو، وصححه الألباني في مختصره.
ولكن ننبهك على أن بعض الناس قد لا يدرك معنى التشبيه، وقد لا يقصده، فلا ينبغي لإنسان أن يبادر بتكفير أحد بناء على هذه الفتوى.
والله أعلم.