الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنود أن نلفت النظر إلى ما تكرر منك كثيرا في هذا السؤال من عبارة: هل هذا من استحلال المعصية فيكون كفرا؟ والجواب أنه ليس في كل ما ذكرت استحلال لمعصية، وخروج المسلم عن الإسلام ليس بالأمر الهين بحيث يحكم له بذلك لأدنى سبب، بل لو أنه أتى بمكفر لا يحكم بكفره حتى تتوفر شروط وتنتفي موانع؛ كما هو مبين في الفتوى رقم: 721، فكيف إذا لم يرتكب مكفرا أصلا؟! فهذا أدعى لبقاء حكم الإسلام في حقه.
وما ذكرنا من معاملتها لك معاملة الأجنبي أي أن تلبس الحجاب بوجودك، وعدم تمكينك من الخلوة بها ونحو ذلك مما تفعله مع الأجنبي، وذلك كله إنما هو في حال وجود ريبة وتعلق قلبك بها وخوفك الافتتان معها، فإن لم يوجد شيء من ذلك فالأمر على الأصل وهو كونك من محارمها. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 248764.
وإذا انتفت الريبة وجالت بذهنك خاطرة شيطانية عند نظرك لأختك ودافعتها فإنها لا تضرك شيئا، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}، وما ذكرناه في حقها هنا من أحكام يشمل ابنتها أو غيرها من المحارم.
وواضح جدا من خلال الأسئلة التي أوردتها بهذا السؤال أو بتتمته أنك واقع تحت تأثير كثير من الوساوس أدت إلى كثير من الاضطراب والتكرار في السؤال، فنصيحتنا أن تعرض عن هذه الوساوس تماما وتستعيذ بالله عز وجل من الشيطان الرجيم، وتكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار، واحرص مع ذلك على الرقية الشرعية، فإن ذلك كله يعينك على دفع هذه الوساوس والسلامة منها بإذن الله، وانظر الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 4310.
والله أعلم.