الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لوالدك أن يسبّك بمثل تلك العبارات التي تشتمل على القذف ونحوه، كما بيّنّا ذلك في الفتوى رقم: 193969. لكن الواجب عليك برّ أبيك، ومصاحبته بالمعروف، مهما كان حاله، ومهما أساء إليك. ومن برّه: أن تطيعه فيما يأمرك به من المعروف، ما لم يكن عليك ضرر فيه، ولو كان عليك فيه مشقة محتملة؛ قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ وَجَبَ، وَإِلَّا فَلَا".
واعلم أنّ برّ الوالد من أسباب التوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة؛ فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الوالد أوسط أبواب الجنة؛ فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه". رواه الترمذي وابن ماجه.
والله أعلم.