ارتكاب الكبائر لا يبرر ترك الصلاة
28-4-2003 | إسلام ويب
السؤال:
صديقي يريد أن يصلي لكنه قذف عدة مرات النساء المحصنات ويسأل كيف تمكنه التوبة من هذا لأنه قرأ عن حديث السبع الموبقات؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فصديقك هذا على خطر عظيم إن لم يتداركه الله برحمة منه فيوفقه لأداء الصلاة وترك قذف المحصنات، فترك الصلاة منكر عظيم يصل بصاحبه إلى الكفر، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بين الرجل والكفر ترك الصلاة. رواه مسلم.
ويقول عمر رضي الله عنه: أما إنه لا حظَّ في الإسلام لمن ضيع الصلاة.
فليتق الله صاحبك وليبادر إلى أداء الصلاة كما أمره الله وليقلع كذلك عن قذف المؤمنات المحصنات فإنه من الكبائر والموبقات، وكمال توبته من هذا الذنب أن يكذب نفسه أمام من رمى المحصنات عندهم، ويستسمح ممن رماهن، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ* إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور:4-5].
فإذا لم يكذب نفسه ويستسمح ممن رماهن بالبُهتان، خشية ضرر أو إثارة عداوة ونحو ذلك، فيكفيه أن يحسن حاله، ويصلح عمله، ويندم على ما فرط منه، ويستغفر الله من ذلك، ويعزم على ترك العود إلى مثله.
وننبه إلى أن ارتكاب الكبائر لا يبرر للشخص ترك الصلاة، فمهما يكن من ارتكاب الشخص للموبقات والكبائر، فإنه يصلي ولا يترك الصلاة لأجل ذلك، وعسى صلاته أن تنهاه عن هذه المحرمات، قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].
قال البيضاوي في تفسيره: بأن تكون "الصلاة" سبباً للانتهاء عن المعاصي حال الاشتغال بها وغيرها من حيث أنها تذكر بالله وتورث النفس خشية منه، وروي أن فتى من الأنصار كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يدع شيئاً من الفواحش إلا ارتكبه، فوصف له عليه الصلاة والسلام، فقال: إن صلاته ستنهاه، فلم يلبث أن تاب. انتهى.
والله أعلم.