الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فلا تلزمك طاعة أمّك في الرجوع إلى البلد الذي تسكن فيه؛ لأنّ عليك ضرراً في إجابة طلبها، وطاعة الوالدين لا تجب فيما يضر الولد.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا، وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ، وَجَبَ، وَإِلَّا، فَلَا. الفتاوى الكبرى.
لكن عليك برّها، والإحسان إليها بما تقدر عليه من غير ضرر، فإنّ حقّ الأمّ على ولدها عظيم، وبرّها من أفضل الأعمال الصالحة.
والله أعلم.