الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك إلى موضع تسلم فيه من المعاصي.
ولا يجوز لك الذهاب لهذه المواضع التي يغلب فيها كشف العورات؛ كما بينا بالفتويين التالية أرقامهما: 51090، 173897.
ووجودك في هذه المواضع مع عدم تمكنك من إنكار المنكر، هو نوع من شهود المنكر مع عدم الإنكار بالقلب، الذي هو أضعف الإيمان، إذ من الإنكار بالقلب أن تزول عن مكان المنكر إذا لم تستطع تغييره، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 295645.
واحذر من تسويل الشيطان أنك تفعل خيرا، ويمكنك السلامة من النظر إلى العورات؛ فإنها خطوات تسحب العبد إلى المحظور، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراُ منه، وقد جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تدع شيئا لله عز و جل إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه. وصححه الألباني.
وحاول أن تجد مكانا بديلا لممارسة الغوص يسلم لك فيه دينك.
وأما احتمال رؤية هذه المناظر في الحياة المعتادة؛ فقد ذكرت أنها ليست بنفس الدرجة، ثم إنك في حاجة لممارسة نشاط الحياة المعتاد الذي لا بد منه، وبعضه من الضروريات كتحصيل الرزق، وبعضه من الحاجات، وأما ممارسة الغوص فهو من التحسينيات المكملات، فلا يستويان.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 183509.
والله أعلم.