الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعله الإمام المذكور غير صواب , وكان عليه ألا يرجع لتصحيح خطئه في السورة؛ لأنها سنة فات محلها بمجرد الركوع, جاء في كشاف القناع عن متن الإقناع للبهوتي متحدثا عمن نسي بعض تكبير العيد حتي ركع:
(وإن نسي التكبير أو شيئا منه، حتى شرع في القراءة لم يعد إليه) لأنه سنة فات محلها أشبه ما لو نسي الاستفتاح أو التعوذ حتى شرع في القراءة، أو نسي قراءة سورة حتى ركع. انتهى
وإذا كان الإمام المذكور قد رجع لتصحيح السورة جهلا, أو تأويلا, فصلاته ـ ومن خلفه صحيحة ـ وإن كان قد رجع عامداعالما بالحكم الشرعي, فصلاته باطلة , أما المأمومون فقد رجح بعض أهل العلم عدم الإعادة في حقهم إلا من كان عالما بكون الإمام قد تعمد مخالفة الحكم الشرعي فتبطل صلاته, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 133649.
وفي حال صحة الصلاة فإنه يشرع سجود السهو لأجل الزيادة التى حصلت, قال ابن قدامة في المغني فيمن نسي تسبيح الركوع، وذكره بعد الرفع منه، فعاد إلى الركوع ليأتي به:
فلو عاد إليه، زاد ركوعا في الصلاة غير مشروع، فإن فعله عمدا أبطل الصلاة، كما لو زاده لغير عذر، وإن فعله جاهلا أو ناسيا، لم تبطل الصلاة، كما لو ظن أنه لم يركع، ويسجد للسهو. انتهى
مع التنبيه على أن قراءة السورة سنة في الركعتين الأوليين، ولا تبطل الصلاة بتركها ولو عمدًا - على الراجح - كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 124147.
والله أعلم.