الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أعطى الله الملائكة القدرة على التشكل والتصور، وقد رأى الصحابة جبريل عليه السلام في صورة رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، والحديث رواه مسلم وأحمد والنسائي وغيرهم.
وكما تمكن رؤية الملك في صورة رجل ونحو ذلك، تمكن رؤية الشيطان في صورة رجل أيضاً، ففي الحديث الذي رواه البخاري والنسائي، وغيرهما، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكله بحفظ زكاة رمضان، فجاء الشيطان، فجعل يحثو من الطعام... الحديث.
وإذا أمكنت رؤية الملك والشيطان في اليقظة، أمكنت في المنام من باب أولى.
ومما يرجح الفرق عند المسلم في حال الذي شاهده في المنام هل هو ملك أم شيطان؟ أن الملك يأمر بخير، ويرشد إلى خير، ويحذر من شر، وأما الشيطان فيأمر بمعصية، أو بدعة، أو كفر، ونحو ذلك من الذنوب والمعاصي، ولا يأمر بخير إلا من باب التدليس، وفي الحديث الذي رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان، فإيعاد بالشر، وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك ،فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك، فليعلم أنه من الله، فليحمد الله، ومن وجد الأخرى، فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قرأ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ. حسنه الترمذي.
وننبه السائل إلى أن الرؤى والأحلام لا تبنى عليها أحكام شرعية، فلا يباح بها مكروه ولا محرم، ولا يجب بها مباح ولا مندوب، ولا يلزمك منها دفع المال ولا غيره.
والله أعلم.