الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التفكير في الزواج ووجود بعض الشهوة لا يبطل الصلاة ولا الطهارة إن لم يترتب على التفكير خروج مذي أو مني، وينبغي للمسلم أن يعرض عن اللغو ويحافظ على غض البصر ويصاحب أهل الدين والاستقامة، وأن يبادر بالزواج حسب المستطاع بزوجة مؤمنة تقية تعينه على إيمانه، لما في الحديث:
من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني. رواه
الحاكم وصححه ووافقه
الذهبي. كما ينبغي له أن يشتغل بتدبر القرآن والأذكار أثناء الصلاة ولا يذهب بفكره بعيداً عن الصلاة، وأن يستعيذ بالله من خنزب إذا صرفه عن الصلاة، ويتفل عن يساره ثلاثا من دون صوت ولا إخراج ريق.
فقد أخرج
مسلم في صحيحه:
أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. وينبغي أن تراجع في ترك الخشوع والوسائل المعينة عليه الفتوى رقم:
5829، والفتوى رقم:
9525.
ثم إنا ننبه الأئمة الكرام على أهمية مراعاة حال المصلين؛ لما في الحديث:
قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ، فقال: (أيها الناس، إنكم منفرون، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة). رواه
البخاري. كما ننبه جميع المسلمين إلى أن أفضل ما تصرف فيه الأوقات وتتعب فيه الأبدان هوالاتصال بالله ومناجاته وقت الصلاة، فلا يتضجر المسلم من طولها بل يصبر متذكراً قول النبي صلى الله عليه وسلم:
واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة. رواه
أحمد وغيره وصححه
الألباني في صحيح الجامع.
وقوله في حديث آخر:
الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر. رواه
الطبراني في الأوسط، وقال
الألباني في صحيح الترغيب معلقاً عليه: حسن صحيح.
والله أعلم.