الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا الثقل الذي تشعر به وأنت تصلي، أو إذا كنت في المسجد، إنما هو من تلبيس الشيطان عليك، ووسوسته لك، أو من تعلق قلبك بالدنيا، وعدم استغراقك فيما أنت فيه من ذكر الله تعالى، والإقبال عليه.
وعلاج هذا: أن تستحضر فضل المكث في المسجد، وفضل الصلاة، وأنك وأنت تصلي، فإنك تناجي ربك جل وعلا، وأن تطرد عن نفسك كل الوساوس، وتطرح كل الشواغل، وتقبل بكليتك على صلاتك، وتستغرق في ذكر ربك، ومناجاته، والإقبال عليه، وتجاهد نفسك لتحصيل الخشوع، وحضور القلب، فإنك متى فعلت هذا، خفَّت عليك الصلاة جدًّا، بل وجدت فيها راحتك، وقُرَّة عينك، كما كانت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم.
واعلم أن الصلاة لمن أقبل عليها، وأداها على وجهها، هي كاشفة الهموم، ودافعة الغموم -بإذن الله-، كما قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ {البقرة:45}، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَهُ أَمرٌ، صلى. رواه أحمد، وأبو داود من حديث حذيفة -رضي الله عنه-.
واعلم أن الطاعات، لا تنال لذتها إلا بالمجاهدة، والمصابرة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 139680.
فجاهد نفسك، ولا تمل من المجاهدة حتى ييسر الله لك حب الخير، والإقبال عليه، ويزينه لك، ويرغبك فيه، وتجد لذة تلك العبادة، كما قال قائل السلف: تعذبت بالصلاة سنة، ثم تنعمت بها عشرين سنة، حتى إني لأدخل في الصلاة أحمل هَمَّ خروجي منها.
أعاننا الله وإياك على طاعته، ويسر لنا سبيل عبادته.
والله أعلم.